فلسفتي التربوية

فلسفتي التربوية
     تنطلق فلسفتي التربوية من عبارة "بظل الإنسان عالماً ما ظن أنه جاهل، فإذا ظن أنه عالم فقد جهل"، أي الإنسان مهما تعلم وتعلم وتعلم يظل غير ذي علم ومحتاجاً للمزيد من المعرفة والعلم وخصوصاً أن مجال عملي في التربية التي هي عملية لا نهاية لها. فالتربية مجالها الحياة بشكل عام، ومستجدات الحياة متغيرة والمجتمعات متغيرة والمعرفة في تزايد، لذا يتوجب عليّ كتربوي أن أطلع وأكون على دراية ما أمكن بالجديد في مجال التربية، تربية الحياة بشكل عام وتربية العمل بشكل خاص لذا ففلسفتي التربوية مرنة تتسم بالتجديد والتغير ومواكبة تحديات العصر وقبول أفكار الآخرين والاستفادة منها.
     أؤمن أن التربية بالقدوة هي من أهم ما يجب أن يميز المشتغل في مجال التربية، فقد قال الله تعالى : "يا ايها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلوا". سورة الصف. آية:  2.  ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "كل راع وكلكم مسئول عن رعيته" رواه البخاري ومسلم.  
وقال الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ** عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
 لذا يجب علي كمربي أن أبدأ بنفسي فيما أرغب في أن يكون عليه من أريد التأثير فيه.

     أؤمن في فلسفتي التربوية أن كل شخص أتعامل معه في مجال عملي له شخصيته المستقلة وأنه يختلف كلياً عن الآخرين لذا فإنه يجب عليّ المحاولة جاهداً التعرف على تلك الشخصية والتعامل معها وفقاً لما يقتضيه الموقف ووفقاً لما اطلعت عليه من جوانب نظرية وخبرات عملية تسندني في تلك المهمة.
     أؤمن في فلسفتي التربوية أن من مهامي تحفيز طلابي ومحاولة استخراج قدراتهم ومواهبهم الكامنة بكل وسيلة ممكنة وذلك من خلال الإلمام بخصائص المتعلمين والتركيز على الجوانب الإيجابية لكل منهم.
     أؤمن في فلسفتي التربوية في مجال التعليم أن الخبرة المباشرة هي خير وسيلة للتعلم – إن أمكن ذلك – وكلما كانت طريقة التعلم أقرب إلى الخبرة المباشرة كان أفضل، فأنا أؤمن أن المتعلم يجب أن ستخدم أكبر قدر ممكن من الحواس في عملية التعلم.
     أؤمن في فلسفتي التربوية أن دوري كمعلم داخل الفصل هو ميسر للعملية التعليمية وذلك يكون من خلال مساعدة الطلاب كيف يتعلمون، دون تقديم القوالب الجاهزة للحفظ.
     وكما أؤمن بالتعليم بالقدوة في عملي الأساس كمعلم؛ أؤمن بذلك في عملي كمشرف تربوي، حيث يجب علي أن أقدم أفضل نموذج لمن أشرف عليهم من المعلمين سواء في مجال المعرفة التخصصية أو في الجوانب الفنية والإدارية وكل ما له علاقة بالعملية التربوية.
    أؤمن كمعلم وكمشرف تربوي وكطالب دراسات عليا بالأهمية الكبيرة التي تمثلها التقنية في مجال التعليم والتعلم. فالتقنية بمختلف أشكالها يمكن من خلالها تدعم تعلم أفضل، ويمكن استغلالها في خلق بيئات تعليم وتعلم جاذبة ومتنوعة ومفيدة. وارى أنه من خلال استخدام التقنية يمكن رفع الدافعية للتعلم لدى الدارسين في مختلف المراحل والمستويات.
     أؤمن أنه يجب علي السعي لتعلم كل جديد في مجال استخدامات التقنية في التعليم، وتطوير مهاراتي في ذلك كلما سنحت لي الفرصة فيما يتعلق باستخدام التقنية في مجال العمل أو في مجال البحث والدراسة الحالية.
     أؤمن في فلسفتي التربوية أنني كطالب دكتوراه علي البحث بجد واجتهاد دون كلل أو ملل، البحث الجاد عن المعلومة من مصادرها المختلفة، وأن عليّ أن أتفحص ما يقع تحت يدي من مصادر للمعلومات وأقرأها قراءة فاحصة ناقدة ينتج عنها اختيار الأجود. كما أؤمن بقول الشاعر:
ومن طلب العلوم بغير كدٍ ** سيدركها إذا شاب الغرابُ
     أؤمن في فلسفتي التربوية بأهمية التفكر والتقييم الذاتي لأدائي وفقاً لمعايير ومؤشرات أداء مسبقة تحدد من خلال متطلبات كل عمل و أسس تجويده، لأنني أؤمن أن علي أداء ما يطلب مني من أعمال وتكليفات على أكمل وجه، الأداء الذي أشعر معه بأنني أنجزت شيئاً مفيداً، بحيث يستطيع من يقرأه أن يخرج منه بفائدة، ويلمح فيه شخصية كاتبه، لأنني أتمنى أن تكون أعمالي.
     وأخيراً أؤمن في فلسفتي التربوية أنني مشارك في صنع جيل المستقبل جيل الأمل الذي سوف يرتقي بالأمة إلى مصاف الدول المتقدمة، لذا فالمسئولية عظيمة والمهمة جسيمة ويجب أن يبذل الإنسان حيال تحقيق ذلك كل ما يستطيع.

نسأل الله العون والتوفيق والسداد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق