معايير طريقة التدريس الجيدة

تمهيد
     تعد طرق التدريس الجزء الواضح من مكونات المنهج عند التطبيق العملي له في المدرسة، فبعد تحديد الأهداف واختيار المحتوى يبدأ البحث عن الطريقة الأكثر فعالية في التدريس لتحقيق النتائج المطلوبة، فإذا سلمنا أن للعملية التربوية قطبين أساسيين هما التلميذ والمنهج فطرق التدريس هي حلقة الوصل بينهما (العجمي، 2001، 157).
     ونظراً لأهمية طريقة التدريس ضمن عناصر المنهج فقد كانت وما زالت موضع بحث وتجريب. وقد قام عدد من المختصين في المناهج وطرق التدريس بوضع عدد من الشروط والمعايير الخاصة بطريقة التدريس الجيدة التي يمكن للمعلم استخدامها لتسهم في تحقيق أهداف التعلم.
     ويستعرض الباحث في هذه الورقة عدداً من الموضوعات ذات العلاقة بطريقة التدريس؛ إبتداءً بتوضيح ماهيتها، مروراً بذكر عدد من الشروط والمعايير الخاصة بطريقة التدريس الجيدة، وانتهاءً باستعراض عدد من خصائص التعلم والتدريس القائم على المعايير كاتجاه عالمي حديث.
ماهية طريقة التدريس
     تغير مفهوم طريقة التدريس بتغير مفهوم المنهج والنظرة الضيقة له، حيث كانت مهمة المعلم تعتمد على قدرته على نقل المعارف للتلاميذ، أما في ضوء المفهوم الواسع للمنهج فهي الخطة المحكمة والواضحة التي يضعها المعلم قبل الدخول إلى الفصل وذلك من خلال وضع الأهداف و تصميم الطريقة التي سيتم من خلالها تقديم الدرس للطلاب. وتراعي طريقة التدريس حاجات الطلاب وقدراتهم واهتماماتهم في السعي لتحقيق أهداف التعلم (إبراهيم والكلزة، 2000، 161-165).
أسس ومعايير طريقة التدريس الجيدة
أورد العديد من المختصين في المناهج وطرق التدريس عدد من المعايير الخاصة بجودة طرائق التدريس وفي مجال طريقة تدريس اللغة الأجنبية يشير الباحث إلى أنه ينبغي أن تتوافر في طريقة التدريس الأسس التالية:
1.    الاستناد إلى نظريات التعلم وقوانينه.
2.    وضوح الهدف من التدريس أمام التلاميذ.
3.    استثارة دوافع التلاميذ نحو العمل.
4.    تشجيع التلاميذ على القيام بأوجه نشاط تعليمية.
5.    تعويدهم على كيفية الحكم على النتائج.
6.    الاهتمام بالمستوى الذي يبدأ منه التلاميذ.
7.    مراعاة مناسبة الطريقة للأهداف والمحتوى المقدم. (جاسم وعثمان، 2013، 37).
إتجاه حديث
     ولعل من أبرز الاتجاهات الحديثة في طرق التدريس ما يسمى بـ"التدريس والتعلم القائم على المعايير" والذي انتشر تطبيقه في معظم الولايات  الأمريكية. وقد اطلع الباحث على عدد من المعايير الخاصة بطرائق التدريس والتي يتم تقييم المدارس في ضوئها، حيث يتم غالياً تصنيف هذه المعايير وفق ثلاث فئات هي: البيئة الصفية و تصميم عملية التدريس وتقديم الدرس و امتلاك الطالب لتعلمه. وفيما يلي استعراض لأبرز معايير هذا الاتجاه من إدارة التعليم الابتدائي والثانوي بولاية ماساشوستس الأمريكية.
أولاً: المعايير الخاصة بالبيئة الصفية:
·       تتميز البيئة الصفية بإجراءات وسلوكات منظمة.
·       أهداف التعلم واضحة وقابلة للتطبيق والتحقق.
·       يستحوذ الطلاب على معظم وقت التعلم.
ثانياً: المعايير الخاصة بتصميم عملية التدريس وتقديم الدرس:
·       يوظف المعلم المعرفة والخبرات السابقة لدى المتعلمين.
·       المواد التعليمية منظمة وفقاً للحاجات العقلية والمعرفية المتنوعة للطلاب.
·       عملية تقديم المحتوى مصممة بطريقة تحقق حاجات الطلاب العقلية والمعرفية المتنوعة.
·       يتضح عمق المحتوى المعرفي من خلال تقديمه للطلبة.
·       تتضمن عملية التدريس مجموعة متنوعة من أساليب التدريس، كالتدريس المباشر، وتيسير عملية التعلم والنمذجة.
·       المهمات التعليمية والأسئلة الصفية تقود المتعلمين للمشاركة في عمليات التطبيق والتحليل والتركيب والتقويم.
·       يخطو المعلم في الدرس بطريقة منظمة زمنياً لضمان المشاركة النشطة لجميع الطلاب.
·       يعبر الطلاب عن أفكارهم بطرق مختلفة.
·       عند العمل في مجموعات صغيرة أو ثنائية فإن جميع الطلاب يستكشفون ويسألون ويقدمون حلولاً للمشكلات بطريقة تعاونية.
·       الفرص التي تساعد الطلاب على تطبيق المعرفة والمحتوى الجديد متضمنة في الدرس.
·       يستخدم المعلم التقويم البنائي المباشر للتأكد من الفهم وتعزيز عملية التدريس.
·       التغذية الراجعة التكوينية تقدم للطلاب في الوقت المناسب وتسهم في مراجعة أعمالهم.
ثالثاً: امتلاك الطلاب لتعلمهم
·       يظهر الطلاب ما يدل على أن الإجراءات والعمليات الصفية تدعم تفكيرهم وتعلمهم.
·       يستطيع الطلاب التعبير عما يتعلموه ولماذا يتعلموه.
     وفي مجال المعايير الخاصة بطرق تدريس اللغة الإنجليزية أصدر اتحاد اللغة معلمي اللغة الإنجليزية للناطقين بغيرها TESOL عدداً من المعايير الخاصة بطرائق التدريس على مستوى برامج إعداد المعلمين وكذلك على مستوى تقييم المدارس في ضوء هذه المعايير. ومن هذه المعايير التي يجب على المعلم تحقيقها؛ المعيار الخاص بالتخطيط لفصل اللغة القائم على المعايير وتدريس المحتوى، ومن متطلبات تحقيق هذا المعيار:
1.    تهيئة الفصول لكي تكون بيئات تعلم متقبلة ومشجعة.
2.    تخطيط خبرات تعليمية متنوعة مبنية على تقييم القدرات اللغوية للتلاميذ وأساليب تعلمهم وخبراتهم التعليمية ومعارفهم السابقة.
3.    تكامل الأنشطة والمهمات التعليمية وأساليب التقييم التي تطور لذى التلاميذ استخداماً حقيقياً للغة باستخدام المفردات التي يتم تعلمها من خلال المحتوى.
كما أن هناك معاييراً يتطلب تحقيقها لدى الطلاب تقتضي استخدام المعلمين للمعايير المذكورة سابقاً والخاصة بطريقة التدريس الجيدة.   
رأي الباحث    
     في ضوء ماسبق؛ يرى الباحث أنه يجب النظر لعملية التدريس بشكل عام وشامل ومتكامل دون فصل بين عناصر المنهج. وفي ضوء أهداف الدرس ومحتواه يمكن تبني الطرق الأنسب لتقديمه مع مراعاة عناصر المنهج كافة وكذلك خصائص الطلاب.

     إن النظر إلى عملية التدريس والتعلم القائم على المعايير ومحاولة الاستفادة من تطبيقاتها كعملية تقييم شاملة للعملية التعليمية يمكن أن يشكل إنطلاقة جيدة لتحسين عملية التدريس وتحقيق أهداف المنهج. وقد أشارت المعايير التي استعرضها الباحث لأهمية دور المتعلم في عملية التعلم، كما أشارت لتمكينه من العمل بنفسه واستخدام مهارات التفكير العليا. كما أشارت إلى تنويع أساليب التدريس والمهمات التعليمية كالعمل الفردي والعمل الجماعي والتدريس المباشر والنمذجة والتقويم البنائي. الأمر الذي يؤدي في النهاية للوصول إلى طرائق تدريس ناجحة قائمة على المعايير و التي ينبغي للمعلم والمدرسة الوصول إلى مستوى مقبول في تحقيقها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق